شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
حفظ الله تعالى للسنة
...............................................................................
ثم إن الله تعالى سخر أصحابه لحمل هذه السنة، ولبيانها وتبليغها، فكان الصحابة يعلمون تلامذتهم مما تعلموه من معاني الكتاب، ومن أحكام السنة يعلمون أولادهم، ويعلمون تلامذتهم، حتى تعلموا ما عندهم، وما كتموا شيئا. بل جميع ما حفظوه بلغوه عملا بحديث: رسم> بلغوا عني ولو آية متن_ح> رسم> فكل من حمل آية أو حديثا فإنه مأمور بأن يبلغه وقد بلغه، غالبا أنهم يبلغون من يحتاج إلى ذلك العمل فينبهونه ويبينون له.
وهكذا أيضا أولئك التابعون لم يكتموا العلم الذي تعلموه، بل بلغوه وبينوه لمن بعدهم، وتلقاه عنهم تلامذتهم من التابعين، ومن تابعي التابعين، واشتهر العناية بهذه السنة وبالأحاديث النبوية، واشتهرت عنايتهم بها وحرصهم على حفظها ونقلها، وحرصهم على تنقيتها من أن يدخل فيها ما ليس منها.
يسر الله حفظة للسنة من الصحابة، أومن التابعين مثل: أبي هريرة اسم> ويقال له: حافظ الصحابة، وابن عمر اسم> وأنس بن مالك اسم> وجابر بن عبد الله اسم> وأبي سعيد الخدري اسم> ومن النساء مثل: عائشة اسم> وأم سلمة اسم> وغيرهم من الرجال والنساء.
وكذلك أيضا تلامذتهم الذين حفظوا وأخذوا عنهم مثل: الزهري اسم> وقتادة اسم> وسعيد بن جبير اسم> وسعيد بن المسيب اسم> وأيوب السختياني اسم> وعكرمة اسم> وعطاء بن أبي رباح اسم> ونحوهم من التابعين الذين حفظوا على الأمة سنة نبيهم، ولم يزالوا ينقلون ذلك ويحفظونه من عالِم إلى عالِم إلى أن يسر الله من دونه وكتبه.
مسألة>